مقالة جدلية : هل نتائج العولمة على العالم ايجابية أم سلبية ؟
ديسمبر 05, 2018
Add Comment
[ad_1]
الخاتمة : وفي الأخير نستنتج أن للعولمة مميزات كبيرة, وفي الوقت نفسه عيوبا خطيرة ويتوقف ذلك على كيفية استثمارها وتطبيقها واقعيا ,فقد تتحول الى ظاهرة سلبية لاسيما اذا اتجهت لخدمة مصالح النخبة العالمية ,ولكن من ناحية أخرى يمكنها أن تكون ظاهرة ايجابية خاصة اذا استطاعت الدول الاستفادة منها ومواكبتها من دون التخلي عن قيمها الحضارية وموروثاتها الاصيلة
من إعداد الأستاذ : رزيق محمد العيد
[ad_2]
Baca Juga
هل نتائج العولمة على العالم ايجابية أم سلبية ؟
المقدمة:
شهد العالم حربين عالميتين الأولى والثانية ثم حرب باردة بين المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر ا
لشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي و كل منهما يدعي انه يمثل العدل والفضيلة والديمقراطية والاخر يمثل الظلم والاستغلال
وانتهي هذا الصراع بانهزام هذا الأخير هذه المستجدات أحدثت انقلابا في موازين القوى العالمية ثم تحولت الى ظاهرة فكرية
فرضت نفسها على العالم الا وهي العولمة ,والتي تعني جعل الشيء واحد أي عالمي ,أو هي التدخل الواضح في المجال السياسي
والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للدول , فاذا كان الاتفاق قائم حول مفهومها فان نتائجها على العالم وقع فيها جدال بين
الفلاسفة والمفكرين فهناك من يرى أن آثارها ايجابية وبنقيض ذلك هناك من يعتقد أنها سلبية ومن هذا التباين والاختلاف
نطرح الاشكال الاتي : هل العولمة ايجابية ام سلبية؟وبعبارة أخرى : هل العولمة بمفهومها الحالي تعتبر ظاهرة ايجابية ام
سلبية ؟
الموقف الأول : پری انصار هذا الطرح أمثال فوكوياما وغليون أن العولمة حتمية تاريخية لا يمكن الاستغناء عنها لانها ايجابية
وتحقق تطور الشعوب, فعلی المستوى الاقتصادي تعمل العولمة على بناء سوق عالمي موحد للنهوض بالتجارة عبر أنحاء
العالم وتوسيع الاستثمارات الدولية والاسواق العالمية ولان التجارة هي العلاج المناسب للامراض الاجتماعية شريطة أن تزاح
جميع العوائق التي تقف في وجه التبادل العالمي مما يخلق نوعا المنافسة وبالتالي الزيادة في الانتاج نوعا وكما ,مما يؤدي الى تحسن اوضاع الفرد المعيشية ونمو الناتج العالمي بوتيرة أسرع وتحقيق الثراء قال برهان غليون" كما أن خلق سوق عالمية واحدة يساهم في توسيع التجارة ونمو الناتج العالمي " قال ايضا" التدفق الحرللقيم والمنتجات والمعلومات فالأفكار والمخترعات يقدم لكل فرد للتقدم والازدهار المادي والنفسي" وقال أيضا "العولمة دينامكية جديدة تظهر داخل دائرة العلاقات وتحقق درجة عالية من الكثافة والسرعة في عملية انتشار المعلومات والمكتسبات التقنية " أما على المستوى التكنولوجي فقد ساهمت العولمة في احداث ثورة كبيرة في عالم الاتصال والمعلوماتية فلقد أصبح العالم اليوم قرية كونية صغيرة مما ساعد على تقريب الشعوب وتحقيق التفاهم وتنمية روح الصداقة وبالتالي ازاحة الحدود والغاء أي تمييز مما يؤدي الى تقليص ابعاد الزمان والمكان باستخدام الكومبيوتر والانترنت قال برهان غليون" العولمة تفتح فرصا هائلة لتحرر الإنسانية بما تنتجه من تفاعل بين مختلف مكوناتها "
التقييم والنقد: على الرغم مما قدمه انصار هذا الطرح من أن العولمة ايجابية إلا أنهم بالغوا واهملوا سلبياتها فهي تهدف إلى الهيمنة واضعاف سيادة الدول وتزرع الفوضى والطبقية في المجتمع, ومحو الموروث الثقافي وبالتالي الاستيلاب والضياع الثقافي والوحدة القومية للشعوب .
الموقف الثاني: يرى أنصار هذا الطرح أمثال كليمانطا وغارودي أن العولمة لها سلبيات لهذا يجب الإستغناء عنها لانها تقضي على التنوع الثقافي والوحدة القومية للشعوب فعلى المستوى الاقتصادي تتدخل الشركات المتعددة الجنسيات في المؤسسات المالية والتجارية الخاضعة لها وتؤدي إلى إغرائها بالديون وبالتالي يصبح المجتمع في خدمة الاقتصاد وليس العكس, لهذا فان هذه الشركات تميل إلى المراوغة بأساليب قانونية ومعاهدات استثمارية والهدف منها هو إستنزاف ثرواتها الأولية والإستفادة منها قال غارودي " والتيار المهيمن في صفوف الاقتصاديين الرأسماليين هو الدفاع عن الليبرالية بدون حدود والداعي إلى إختفاء الدولة أمام السلطة المطلقة للسوق حتى لا يبقى أي عائق أمام الاحتلال الاقتصادي "كما أن التبادل او حرية التبادل كما يريدها عمالقة السوق لا يجني منها الفقراء الا الشقاء والا فكيف ينمي هؤلاء العملاقة ثرواتهم ويوسعون سيطرتهم ان لم يكن على حساب هؤلاء الفقراء وكل ذلك يتجلى من خلال الواقع المرير الذي يعيشه الانسان والأوضاع المزرية لبعض الدول الافريقية وامريكا اللاتينية قال كليمانطا "ان العولمة تنفلت من المراقبة فهي لم تسقط من السماء كقضاء محتوم ,انها مقصودة وتتحكم فيها قيادة المنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية للتجارة " إن العولمة الراسمالية بما انها الاختيار السياسي الوحيد فهي لا تحمي الشغل بل تحاربه فالنمو الاقتصادي في اطار العولمة يؤدي إلى إنخفاض مناصب الشغل لان بعض القطاعات الخاصة بالالكترونيات والاعلاميات والاتصال لا تحتاج إلا إلى عدد قليل من العمال ,مما يؤدي إلى انتشار البطالة وهذا ما يتنافى مع فلسفة التنمية التي تدعي العولمة انها تعمل على تجسيدها في الواقع قال كليمانطا " إن الليبرالية تعرض على اساس الاختيار السياسي الوحيد " أما على المستوى السياسي تعمل العولمة على تاييد الحكم التسلطي ورغم تظاهرها بنشر الديمقراطية ورعايتها ونشر الحريات وحقوق الانسان ,فهي تعاقب الدول التي تتمسك بسيادتها الوطنية وهذا من خلال محاصرتها أو عزلها عن العالم, وهذا
ما يمثله النظام الدولي الجديد ,أما على المستوى الثقافي تساهم العولمة في تدمير الوازع الديني والأخلاقي لكل مجتمع عن
طريق غزو عقول الناس بوسائل الاتصال السمعية والبصرية بمختلف أشكالها مما يؤدي إلى الإنسلاخ الثقافي والقضاء على
القيم والوحدة القومية للشعوب.
التقييم والنقد : على الرغم مما قدمه أنصار هذا الطرح من أن العولمة سلبية إلا أنهم بالغوا واهملوا ايجابياتها, فهي تعتبر
المنطلق الاساسي لتطور الشعوب لكن إذا ربطناها بالقيم الانسانية العالمية المشتركة كحقوق الانسان والمساواة والعدالة ,كما
انها تسمح بتدفققيم والمنتجات والمخترعات التي تؤدي الى تقدم وازدهار الشعوب في ظل وجود سوق عالمية.
التركيب: العولمة سلاح ذو حدين فهي ايجابية وسلبية في الآن نفسه , لهذا فلا يمكن أن نرفضها بل لابد من الاعتماد عليها في
مواكبة التطورات التكنولوجية وتحسين الخدمات كالصحة والعلاج والاعتماد على التجارة والاستثمار حتى يتحقق الاستقرار
السياسي والرقي الاقتصادي والاجتماعي ولكن مع مراعاة القيم والتعددية الثقافية التي تعبر عن هوية كل أمة وأصالتها قال غاندي
"يجب أن افتح نوافذ بيتي لكي تهب عليها رياح ثقافات العالم بشرط الا تقتلعني من جذوري " وأيي أن العولمة هي من الأسس
المعاصرة التي يجب أن تعتمد عليها الشعوب ولكن بتحفظ والابتعاد على كل ما يخالف ثقافتتها ومعتقداتها .
لشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي و كل منهما يدعي انه يمثل العدل والفضيلة والديمقراطية والاخر يمثل الظلم والاستغلال
وانتهي هذا الصراع بانهزام هذا الأخير هذه المستجدات أحدثت انقلابا في موازين القوى العالمية ثم تحولت الى ظاهرة فكرية
فرضت نفسها على العالم الا وهي العولمة ,والتي تعني جعل الشيء واحد أي عالمي ,أو هي التدخل الواضح في المجال السياسي
والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للدول , فاذا كان الاتفاق قائم حول مفهومها فان نتائجها على العالم وقع فيها جدال بين
نطرح الاشكال الاتي : هل العولمة ايجابية ام سلبية؟وبعبارة أخرى : هل العولمة بمفهومها الحالي تعتبر ظاهرة ايجابية ام
سلبية ؟
الموقف الأول : پری انصار هذا الطرح أمثال فوكوياما وغليون أن العولمة حتمية تاريخية لا يمكن الاستغناء عنها لانها ايجابية
وتحقق تطور الشعوب, فعلی المستوى الاقتصادي تعمل العولمة على بناء سوق عالمي موحد للنهوض بالتجارة عبر أنحاء
العالم وتوسيع الاستثمارات الدولية والاسواق العالمية ولان التجارة هي العلاج المناسب للامراض الاجتماعية شريطة أن تزاح
جميع العوائق التي تقف في وجه التبادل العالمي مما يخلق نوعا المنافسة وبالتالي الزيادة في الانتاج نوعا وكما ,مما يؤدي الى تحسن اوضاع الفرد المعيشية ونمو الناتج العالمي بوتيرة أسرع وتحقيق الثراء قال برهان غليون" كما أن خلق سوق عالمية واحدة يساهم في توسيع التجارة ونمو الناتج العالمي " قال ايضا" التدفق الحرللقيم والمنتجات والمعلومات فالأفكار والمخترعات يقدم لكل فرد للتقدم والازدهار المادي والنفسي" وقال أيضا "العولمة دينامكية جديدة تظهر داخل دائرة العلاقات وتحقق درجة عالية من الكثافة والسرعة في عملية انتشار المعلومات والمكتسبات التقنية " أما على المستوى التكنولوجي فقد ساهمت العولمة في احداث ثورة كبيرة في عالم الاتصال والمعلوماتية فلقد أصبح العالم اليوم قرية كونية صغيرة مما ساعد على تقريب الشعوب وتحقيق التفاهم وتنمية روح الصداقة وبالتالي ازاحة الحدود والغاء أي تمييز مما يؤدي الى تقليص ابعاد الزمان والمكان باستخدام الكومبيوتر والانترنت قال برهان غليون" العولمة تفتح فرصا هائلة لتحرر الإنسانية بما تنتجه من تفاعل بين مختلف مكوناتها "
التقييم والنقد: على الرغم مما قدمه انصار هذا الطرح من أن العولمة ايجابية إلا أنهم بالغوا واهملوا سلبياتها فهي تهدف إلى الهيمنة واضعاف سيادة الدول وتزرع الفوضى والطبقية في المجتمع, ومحو الموروث الثقافي وبالتالي الاستيلاب والضياع الثقافي والوحدة القومية للشعوب .
الموقف الثاني: يرى أنصار هذا الطرح أمثال كليمانطا وغارودي أن العولمة لها سلبيات لهذا يجب الإستغناء عنها لانها تقضي على التنوع الثقافي والوحدة القومية للشعوب فعلى المستوى الاقتصادي تتدخل الشركات المتعددة الجنسيات في المؤسسات المالية والتجارية الخاضعة لها وتؤدي إلى إغرائها بالديون وبالتالي يصبح المجتمع في خدمة الاقتصاد وليس العكس, لهذا فان هذه الشركات تميل إلى المراوغة بأساليب قانونية ومعاهدات استثمارية والهدف منها هو إستنزاف ثرواتها الأولية والإستفادة منها قال غارودي " والتيار المهيمن في صفوف الاقتصاديين الرأسماليين هو الدفاع عن الليبرالية بدون حدود والداعي إلى إختفاء الدولة أمام السلطة المطلقة للسوق حتى لا يبقى أي عائق أمام الاحتلال الاقتصادي "كما أن التبادل او حرية التبادل كما يريدها عمالقة السوق لا يجني منها الفقراء الا الشقاء والا فكيف ينمي هؤلاء العملاقة ثرواتهم ويوسعون سيطرتهم ان لم يكن على حساب هؤلاء الفقراء وكل ذلك يتجلى من خلال الواقع المرير الذي يعيشه الانسان والأوضاع المزرية لبعض الدول الافريقية وامريكا اللاتينية قال كليمانطا "ان العولمة تنفلت من المراقبة فهي لم تسقط من السماء كقضاء محتوم ,انها مقصودة وتتحكم فيها قيادة المنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية للتجارة " إن العولمة الراسمالية بما انها الاختيار السياسي الوحيد فهي لا تحمي الشغل بل تحاربه فالنمو الاقتصادي في اطار العولمة يؤدي إلى إنخفاض مناصب الشغل لان بعض القطاعات الخاصة بالالكترونيات والاعلاميات والاتصال لا تحتاج إلا إلى عدد قليل من العمال ,مما يؤدي إلى انتشار البطالة وهذا ما يتنافى مع فلسفة التنمية التي تدعي العولمة انها تعمل على تجسيدها في الواقع قال كليمانطا " إن الليبرالية تعرض على اساس الاختيار السياسي الوحيد " أما على المستوى السياسي تعمل العولمة على تاييد الحكم التسلطي ورغم تظاهرها بنشر الديمقراطية ورعايتها ونشر الحريات وحقوق الانسان ,فهي تعاقب الدول التي تتمسك بسيادتها الوطنية وهذا من خلال محاصرتها أو عزلها عن العالم, وهذا
ما يمثله النظام الدولي الجديد ,أما على المستوى الثقافي تساهم العولمة في تدمير الوازع الديني والأخلاقي لكل مجتمع عن
طريق غزو عقول الناس بوسائل الاتصال السمعية والبصرية بمختلف أشكالها مما يؤدي إلى الإنسلاخ الثقافي والقضاء على
القيم والوحدة القومية للشعوب.
التقييم والنقد : على الرغم مما قدمه أنصار هذا الطرح من أن العولمة سلبية إلا أنهم بالغوا واهملوا ايجابياتها, فهي تعتبر
المنطلق الاساسي لتطور الشعوب لكن إذا ربطناها بالقيم الانسانية العالمية المشتركة كحقوق الانسان والمساواة والعدالة ,كما
انها تسمح بتدفققيم والمنتجات والمخترعات التي تؤدي الى تقدم وازدهار الشعوب في ظل وجود سوق عالمية.
التركيب: العولمة سلاح ذو حدين فهي ايجابية وسلبية في الآن نفسه , لهذا فلا يمكن أن نرفضها بل لابد من الاعتماد عليها في
مواكبة التطورات التكنولوجية وتحسين الخدمات كالصحة والعلاج والاعتماد على التجارة والاستثمار حتى يتحقق الاستقرار
السياسي والرقي الاقتصادي والاجتماعي ولكن مع مراعاة القيم والتعددية الثقافية التي تعبر عن هوية كل أمة وأصالتها قال غاندي
"يجب أن افتح نوافذ بيتي لكي تهب عليها رياح ثقافات العالم بشرط الا تقتلعني من جذوري " وأيي أن العولمة هي من الأسس
المعاصرة التي يجب أن تعتمد عليها الشعوب ولكن بتحفظ والابتعاد على كل ما يخالف ثقافتتها ومعتقداتها .
الخاتمة : وفي الأخير نستنتج أن للعولمة مميزات كبيرة, وفي الوقت نفسه عيوبا خطيرة ويتوقف ذلك على كيفية استثمارها وتطبيقها واقعيا ,فقد تتحول الى ظاهرة سلبية لاسيما اذا اتجهت لخدمة مصالح النخبة العالمية ,ولكن من ناحية أخرى يمكنها أن تكون ظاهرة ايجابية خاصة اذا استطاعت الدول الاستفادة منها ومواكبتها من دون التخلي عن قيمها الحضارية وموروثاتها الاصيلة
من إعداد الأستاذ : رزيق محمد العيد
[ad_2]
0 Response to "مقالة جدلية : هل نتائج العولمة على العالم ايجابية أم سلبية ؟"
إرسال تعليق