مقالة مقارنة : قارن بين المشكلة والإشكالية؟

[ad_1]




من إعداد الأستاذ : رزيق محمد العيد
كل الشعب ما عدا ثالثة آداب وفلسفة
قارن بين المشكلة والإشكالية؟
مقدمة: لقد أحاطت بالإنسان ظواهر مختلفة أثارت دهشته واستغرابه فدفعه فضوله للبحث والتقصي محاولا الكشف عن اسرارها
وخباياها, هذا البحث لا يكون الا بسؤال والذي يتحول الى مشكلة وهي وضعية تنطوي على التباسات وتثير الدهشة ويمكن
حلها , وقد تتناول المشكلة قضايا ومعضلات فلسفية تثير انفعالا اشد واحراجا اكبر فتتحول الى اشكالية وهي القضية التي تحتمل
الاثبات والنفي معا ولا يقتنع الباحث فيها بحل, فاذا كان كل من المشكلة والإشكالية يسعى لنفس الهدف وهو الاجابة عن الاسئلة
المبهمة ويختلفان من حيث المضمون : فما طبيعة العلاقة بينهما ؟

اوجه الاختلاف: تختلف المشكلة عن الاشكالية في ان المشكلة هي تساؤل مؤقت يستدعي جوابا مقنعا ,اما الاشكالية فهي عبارة
عن تساؤل مستمر يتناول معضلات فلسفية المشكلة نتائجها مقنعة ويمكن حلها باحدى الطرق العلمية او العقلية مثل المشكلات
الاقتصادية كمشكلة الديون والمشاكل الأجتماعية كمشكلة البطالة و معنى ذلك أنها قضية مستعصية صعبة يمكن الوصول بها إل
ى حل ينهيها وهذا ما لمسناه في تساؤل نيوتن حول سبب سقوط الأجسام نحو الأرض وبعد 20 سنة تمكن من بلوغ هدفه لذلك
قال كارل ماركس: "ان الانسانية لا تطرح من المشاكل الا تلك التي تقدر على حلها", اما الاشكالية نتائجها تثير الشكوك وهي
غير تهانية وكثيرا ما تنتهي بتناقص اراء الفلاسفة فتعلق قراراتهم بين الاثبات والنفي ولا يستطيعون الاقرار بحل نهائي
مثل: ايهما أسبق الدجاجة ام البيضة المشكلة مجالها محدد ,اما الاشكالية مجالها منفتح لانها تحتاج الى أن تعالج من زوايا متعددة
ولو حاولنا حلها تضيق علينا الخطط لما تحمله من الانسداد مثل : هل الانسان حر ام مقيد؟ , المشكلةتثير الدهشة والاستغراب
بينما الاشكالية تثير الاحراج وتولد الاضطراب النفسي والعقلي والمشكلة قضية جزئية اما الاشكالية فهي قضية كلية .

اوجه التشابه ( الاتفاق ) رغم الاختلاف الموجود بين المشكلة والإشكالية الا ان كلاهما حصيلة أمر صعب ومستعصي يحتاج الى
تحليل و بحث و تقصي , كما أن كلاهما ناجم عن تأمل فكري عميق ويسبيان القلق والدهشة عند الانسان قال ارسطو: "ان الدهشة
هي التي دفعت الناس الى التفلسف" بالإضافة لكون كلا منهما يطرحان في شكل استفهام ويساعدان على مضاعفة رصيد الانسان
المعرفي وتبعا لذلك فهما يهدفان لادراك الحقيقة و التماس ماهية الأشياء وتجاوز الابهام والغموض بالاضافة الى ان كلا منهما
ينبعان من غريزة الفضول وحب المعرفة والتساؤل لدى الانسان وهي طبيعة فطرية عنده ,قال جون ديوي "ان التفكير لا ينشا
الا في وجود مشكلة وان الحاجة الى حل أي مشكلة هي العامل المرشد دائما في عملية التفكير" كما انهما يدفعان الباحث إلى
البحث المستمر وبذل الجهد العقلي المتواصل سعيا لكشف المجهول وفك اللبس عن مختلف القضايا من اجل التطور العلمي كما
أن كلاهما يدفعان الباحث للاقتراب من الحقيقة المطلقة والتوجه نحو الواقع الحسي بغرض معرفته والتلاؤم معه.
اوجه التداخل ( العلاقة بينهما) أن العلاقة بين المشكلة والإشكالية ,هي علاقة الأصل بالفرع فالمشكلة تؤثر في الاشكالية باعتبارها
قضية جزئية تساعد الفكر على الاقتراب من فهم الاشكالية ولحلها ندرس المشكلات الجزئية, كما أن الاشكالية هي المعضلة الكبرى
التي تضم كافة المشكلات الجزئية فالعلاقة بينهما هي نفسها العلاقة بين الكل وجزنه او بين المجموعة و عناصرها ولهذا تسمى
الاشكالية "بمشكلة المشكلات".من العمل في تهم الموجود الامنية المشكلة عدد من المرمت اتجاه
الخاتمة: وفي الاخير نستنتج أن العلاقة بين المشكلة والإشكالية هي كعلاقة الإنسان بحياة فمهما تعمق في فهم هذا الوجود فانه
يجد نفسه في لا متناه من الغموض اتجاه الظواهر الكونية المتنوعة والمتعددة .
الأستاذ : رزيق مجال العيد



[ad_2]

Berlangganan update artikel terbaru via email:

0 Response to "مقالة مقارنة : قارن بين المشكلة والإشكالية؟"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel